أخر الأخبار

(جنوب كردفان) … التنمية لازم تستمر ..!(1 – 3)

بقلم : إبراهيم عربي
بلا شك أن جنوب كردفان / جبال النوبة ولاية زاخرة بخيراتها داخل الأرض وباطنها (كنز السودان) ، وبلا شك لها ميزاتها التفضيلية دون رفيقاتها ،إذ تتميز بموقعها الجغرافي الإستراتيجي (الجنوب الجديد) ، وبالطبع لها خصوصيتها وطبيعتها وحساسيتها المجتمعية ، ولاية أقعدتها الحروب لأكثر من (30) عاما ولكنها موعودة أمنيا وتنمويا وخدميا ، ولكن لابد من توفر الإرادة لنقول وداعا للحرب ..! ، ونغني معا بلسان واحد متماهين مع جمال فرفور (حتي لو نبدأ من الصفر التنمية لازم تستمر ..!) .
وفي ذلك يعتبر إنسان جنوب كردفان / جبال النوبة أهم مقومات التنمية وهو محورها ولا تكتمل إلا به وهي منه ولأجله أيضا ، وقد توفرت لها الإرادة المركزية والولائية قليلا حيث توحدت رؤاها وتطابقت وجهات النظر إزاء تلكم الجهود التي يقودها عضو مجلس السيادي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي (إبن السودان) ومن خلفه رجال يعملون ليلا ونهار لأجل المضي قدما بالمصالحات المجتمعية وإستتباب الأمن واقعا لتحقيق مشروعات تنموية وخدمية وإقتصادية ومجتمعية ، بعضها توقفت بسبب الحرب وبعضها لم تجد طريقها واقعا بسبب ذات تقاطع الأجندات .
وإذ يقف المراقب مشدوها أمام تطبيقات جدلية الأمن والتنمية في الجنوب الجديد وفقا للنظريتين ، الغربية والتي تعتبر التنمية أساسية وضرورية ويجب أن تكون ترياقا ضد إندلاع الحرب أو التمرد ، والنظرية الإسلامية التي قدمت الأمن علي التنمية وجعلت توفر الأمن ذو أهمية وأولية لأجل تحقيق التنمية والمكاسب والمنافع ، وبالطبع للحرب آثارها وتأثيراتها الأمنية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية ، رغم إنها توقفت في محطة خطوات تنظيم حالة اللا حرب واللا سلم لأكثر من (5) سنوات بمبادرات ذاتية تلقائية منفردة وذلك مؤشر جيد ويحتاج لخطوات جادة لوضع حد لنهايتها .
علي كل تباينت الآراء وإختلفت وجهات النظر حول أسباب ودواعي الحرب في جنوب كردفان والتي تجاوزت (ثلاثين) عاما ، ولكنها بكل تأكيد جاءت وبالا علي أهاليها ، لم تزدهم إلا مزيدا من إزهاق الأنفس والثمرات تقتيلا وتشريدا نزوحا ولجوء وعاهات وتاثيرا نفسيا وبدنيا وتحطيما معنويا وهدما وتدميرا لمقدراتهم ، جعلت الولاية شبحا ، وأضاعت عليها فرصا تنموية وخدمية عديدة ، قطعا فإن الفرص لا تتكرر ..! .
مع الأسف الشديد فإن أكثر الفرص التي ضاعت علي أهل الولاية بسبب تقاطع الأجندات ، كانت قد توفرت في فترة الشراكة (2005 – 2011) ، إلا أن العقلية ذاتها كانت عقلية حرب وليست سلام ، وأتذكر جيدا أن عناصر من الجيش الشعبي طردوا عدد من المهندسين الذين جاءوا مناطق سيطرة الحركة الشعبية (الحلو) لتنفيذ بعض المشروعات التنموية لا سيما الطرق والتي بلغت أكثر من ألفي كيلو متر في الولاية في مراحل التنفيذ المختلفة مع الأسف توقفت جميعها بسبب تلكم الحرب اللعينة ، الشاهد أن هؤلاء طردوا المهندسين وقالوا لهم (نحن ما دايرين طرق .. عشان جيش الحكومة ما يقدر يصل إلينا هنا ..!) .
بلا شك أن الحرب قد أضاعت فرصا تنموية تهيأت لجنوب كردفان في طبق من ذهب ..! رغم أن الفرص بذاتها لا ولن تتكرر ولكنه من الفأل الحسن أن الفرصة جاءتها الآن تجرجر ثيابها ، وقد ظل الطريق الدائري (البعاتي) هما مشتركا لأهل جنوب كردفان / جبال النوبة ظل يراوح مكانه منذ سبعينات القرن الماضي ، بذل الأهالي في سبيله الغالي والنفيس ، غير أن الرياح تأتي بمالا تشتهي السفن ..! فوقع المحظور وكانت غلطة الشاطر ..! حيث إعتدت قوات الحركة الشعبية – شمال (الحلو) علي الطريق وقتلت وشردت العمال الصينيين وبل الأسوأ من ذلك فاوضت حكومة الصين عبر جوبا حيث تطابقت الأجندات لأن تخرج الشركات الصينية من العمل في السودان نهائيا فحدث ما حدث ..!.
حقا إن جنوب كردفان / جبال النوبة ولاية موعودة بالإستقرار والتنمية والخدمات ولكن لا يتم ذلك دون ترتيبات سياسية يجلس لها الأطراف لأجل الوطن ، وقد تنزلت فكرة الأسواق المشتركة والتي سميت ب(الجوار الآمن) بردا وسلاما علي الجميع فأصبحت رافدا مهما للسلام والتسوق وملتقيات إجتماعية للأهالي وبل للأسرة الواحدة التي تقطعت أوصالها بسبب خصوصية الحرب اللعينة ، وقد قطعت لجان آليات التصالحات المجتمعية جهودا مقدرة في ذلك ، وكشف الوالي المكلف موسى جبر محمود عن عدة مؤتمرات للتصالحات القبلية إنطلقت واقعا ليتم تتويجها بمؤتمر قطاعات ومن ثم مؤتمرا جامعا لأهل جنوب كردفان لأجل وضع حد للإحتراب والإقتتال .
علي أية حال إنها جهودا مقدرة ومطلوبة ولكنها حتما لا تكتمل دون أن تتحقق الإرادة ويضع الجميع السلاح أرضا ..! ونرسلها رسالة من هنا لكومرد الحلو (حتي لو نبدأ من الصفر … التنمية لازم تستمر ..!) .
نواصل غدا …
الرادار .. الأحد السادس من مارس 2020 ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى