أخر الأخبار

*النازحون والعائدون بجنوب كردفان.. الحوجة إلى الخدمات*

 

 

تقرير : عبد الوهاب ازرق

 

منذ اندلاع الحرب في ثمانينات القرن الماضي بجنوب كردفان نزح آلاف المواطنين من الريف الى مدن الولاية ، ومن الريف ومدن الولاية إلى ولايات السودان الأخرى ، وهاجر البعض إلى بقاع العالم المختلفة ، وذلك خوفا من تداعيات الحرب ومالاتها على الوضع عموما ، وزادت موجة النزوح مع تجدد القتال في العام 2011م ، كما خلق حالة من عدم الاتزان الاسري بتتفرق اعضاءها بين جانب الحكومة والحركة الشعبية شمال

 

 

لا معسكرات

 

 

ورغم اعداد النازحين الهائلة من الريف الى داخل المدن لم تقم الحكومة معسكرات نزوح ، كما حدث في دارفور ، إنما اندمج النازحون مع المجتمع وسكنوا مع اهاليهم بالاحياء المختلفة ، وبعضهم استأجر المنازل ، ويتلقون الدعم من المنظمات باحياءهم ، مما خفف من مظاهر المعسكرات وسلبياتها المتعددة .

 

نزوح بالصراعات القبيلة

مع بروز الصراعات القبيلة بين المكونات المجتمعية في بعض المحليات بالمنطقة الشرقية ، وخاصة النزاع بين مكونات محلية قدير ” كنانة ، الكواهلة ، اللوقان ، والحوزامة ” ، والصراع المحدود بمحلية ابو جبيهة بين كنانة والحوازمة “الأسرة” ، برزت موجة نزوح محدودة من محليتي قدير وابوجبيهة اتجهت إلى مناطق تاندك وتجملا بمحلية الرشاد استقروا مع اهليهم ، أو في مباني مؤقتة بالاحياء “كرانق ورواكيب” ، ويواجهون ظروفا صعبة من أجل العيش والحياة الكريمة وتنقصهم الخدمات ، والمأوى.

 

الضغط على الخدمات

 

 

المدير التنفيذي لمحلية الرشاد الاستاذ صديق النور كشف ان محليته تستضيف النازحين من محليتي قدير بعدد “197” اسرة يمثلون 1082 فردا ، وأبي جبيهة لعدد “4672” فردا ، عطفا على اللاجئين من دولة جنوب السودان بمنطقة السد العالي بادارية تجملا. واضاف هذه الأعداد شكلت ضغطا على الخدمات بالمحلية ، مطالبا بالتدخل لتوفير الخدمات من ايواء ومياه ، وصحة وتعليم. ووصف النور زيارة مفوض العون الإنساني للمحلية برفقة وكالات الأمم المتحدة بالنهج الايجابي والممتاز في التعاطي مع القضايا ميدانيا ، لجهة انها تحقق أرضية صلبة في النجاحات.

 

قرى العودة الطوعية

 

 

وكشف النور ان نحو “10” قرى بدأت تشهد عودة طوعية ابرزها السرف ، الزلطاية ، تندمن ، لافتا الى فتح الطريق وبناء المدرسة بالمواد المحلية من جانب المواطنين في بعض المناطق ، مطالبا بتوفير خدمات الصحة ، والتعليم ، والادوية بكافة أنواعها لمستشفى رشاد وتجملا . كما طالب بالاهتمام بالحكم المحلي في حل النزاعات ، ومعالجة الكوارث الطارئة.

 

تلبية احتياجات

 

المدير التنفيذي لمحلية ابوجبيهة العميد معاش سايمون تاب ثمن المجهودات الكبيرة التي تبذلها مفوضية العون الانساني بالولاية بالدعم وتدخلها السريع لتلبية احتياجات النازحين في قري ام معوان ، دبيبة جمعة ، جبرونا ، وبسمت جراء الاحداث الاخيرة في محلية ابوجبيهة ، وأرجع اسباب المشكلة منذ بدايتها في محلية قدير ثم انتقالها الي محلية ابوجبيهة مبيناً ان السبب الرئيسي لهذه الاحداث هو مورد مائي وتتطور حتي وصل علي ماهو عليه اليوم مطالباً المنظمات الاجنبية والوطنية بالتدخل في الاحتياجات الاساسية كالمياه والصحة والتعليم والايواء للنازحين وذلك لتفاقم مشاكل الخدمات لدي النازحين بالرغم من التعداد السكاني الكبير في المحلية بالاضافة الي اللاجئين من دولة جنوب السودان والنازحين من مناطق الحروب مما شكل ذلك ضغطاً علي الموارد و الخدمات مطالباً مزيداً من تقديم الخدمات للمجتمع المستضيف والنازحين

وتبني مشروع المصالحات بإقامة الورش والندوات والمحاضرات من اجل رتق النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي بين القبائل

 

 

الوقوف ميدانيا على الحقائق

 

 

مفوض العون الانساني بالولاية الاستاذة راوية كمال عبد الكريم لدى زيارتها ابوجبيهة برفقة وكالات الأمم المتحدة والمنظمات ابانت ان الغرض من الزيارة الوقوف ميدانياً على احوال النازحين وزيارة المناطق التي تأثرت بالنزاعات وتقييم الوضع ميدانياً عن الاحتياجات الضرورية والاساسية لتوفير مزيداً من الدعم وتقديم الخدمات الاساسية لهم .وعقب لقاء الوالي قالت مفوضة العون الإنساني أن الإجتماع جاء بهدف تقييم المسح الذى تم من قبل وكالات الأمم المتحدة فى القطاعات المختلفة الصحة العالمية ، الفاو ، برنامج الغذاء العالمى ، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ، اليونسيف برئاسة مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية . وأضافت أن الإجتماع وقف على الإحتياجات الخاصة بالمتآثرين بالأحداث الأخيرة فى مناطق أبو كرشولا ، الرشاد ، أبوجبيهة ، ومنطقة الرحمانية ، مبشرة بتدخل عاجل فيما يختص بالإيواء والغذاء والصحة والتعليم لإثنين ألف وستمئة أسرة .

 

التعرف على الاحتياجات

 

والى جنوب كردفان المكلف الأستاذ موسى جبر محمود وقف على نتائج المسح الميداني الذي قامت به وكالات الأمم المتحدة العاملة برئاسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالولاية لمناطق النزاع والنزوح والذى تم من خلاله التعرف على الإحتياجات الحقيقية فى المأوى ، والمياه ، والغذاء ، والتعليم ، والصحة للمواطنيين المتآثرين بالأحداث الأخيرة فى مناطق المحليات الشرقية من الولاية .

 

 

بشريات وحلول

 

 

وكشف والي جنوب كردفان أن هناك عائدات سوف تجنى ثمارها من زيارة الوكالات للمناطق المستهدفة ، وتطرق إلى أنه تلقى بشريات خلال الإجتماع تمثلت فى الحلول العاجلة لتوفير إحتياجات المتأثرين بالنزوح لمدى ثلاثة أشهر بجانب الحلول ذات المدى الطويل ، واعدا بأن هذه التدخلات سوف تبدأ خلال الإسبوعين القادميين ، وأكد الوالي سعى حكومة الولاية الجاد والدؤوب فى إيجاد حل دائم لمشكلة النزوح عبر معالجة جذور المشكلة . وأثنى على عمل وكالات الأمم المتحدة وشركاء العون الإنسانى والهلال الأحمر بولايتى جنوب كردفان والنيل الأبيض . مؤكدآ على أن حكومة الولاية لن تألو جهدآ فى تذليل كل الصعاب التى تعترض إنسان جنوب كردفان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى