حول مهددات التحول الديمقراطي في السودان 2-2

بقلم/ محمد آدم الضي (الشريف)

لو شالها كلب مافي زول بقول ليهو جر! ليه كدة يا الشريف؟
وأبدأ اليوم بالعنوان أعلاه، ففي يونيو 1989م، قالها الشريف زين العابدين الهندي داخل قبة البرلمان: (الرجال الذي دفعوا أغلى الأتمان في عودة هذه الديمقراطية أوكد ليكم لو تاني شالها كلب ما بنقول ليهو جر، على الاطلاق!)

لذلك فإن الأحزاب والنخب السياسية لم يكن لديها أي نوع من الذكاء السياسي… لذلك فشلت ومهدت الطريق إلى الحكم العسكري الشمولي
القيادات السياسية التي لا تمارس الديمقراطية في داخل مؤسساتها الحزبية، لن تستطيع أن تمارسها إذا تسلمت زمام الحكم في الدولة؟ وذلك تطبيقا لقاعدة فاقد الشيء لا يعطيه!

الأحزاب السياسية التي تعاقبت على حكم السودان بعد خروج المستعمر في 1956م، وحتى اليوم، نشأت في كنف المستعمر، ورضعت من ثدي الجلادين، لذلك لم تقدم نموذجا رائدا يخدم السلوك والممارسة الديمقراطية، وإنما قدمت نموذجا أقل ما يوصف به إنه اتسم بالفوضى والأغلبية الميكانيكية، واستخدام سيكولوجية الجماهير وتحريك العقل الجمعي في بوتقة اللاوعي، بما في ذلك الحزبين الكبيرين، الأمة والإتحاد الديمقراطي!
تعتبر الانقسامات وحالات التشظي داخل الأحزاب السياسية، من أكبر المهددات لعملية التحول الديمقراطي، سيما وإنها لا تقل خطورة من عدم ممارسة الفعل الديمقراطي نفسه داخل مؤسسات الحزب. فإن كان الأفراد الذين يتكون منهم الحزب، أو عضوية الحزب، أو لجانه أو قياداته لا تستطيع ممارسة الديمقراطية بكل حرية، بسبب تسلط الزعيم أو العائلية أو الملة … فإن ذلك سوف ينعكس على السلوك الديمقراطي في الخارج. زعماء الأحزاب لا يختلفون عن أي ديكتاتور. فكيف نحصل على عمل ديمقراطي في إدارة الدولة إذا كان ممثلو الحزب لا يستطيعون الخروج على قرار الزعيم، علما بأن زعماء هذه الأحزاب (حزب الأمة والحزب الاتحادي والجبهة الإسلامية القومية) كانوا هم سدنة وربائب الأنظمة الديكتاتورية الشمولية وأكثر المنتفعين الطغمة العسكرية التي استولت على السلطة بالقوة في السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى